1- مصطلحات الترميم والصيانة وفلسفتها

من غير شك أن عمليات الترميم نشأت منذ نشأة صناعة البناء ، فقد تعود السكان أن يقوموا بعمليات ترميم دورية على مساكنهم ومبانيهم منعاً لانهيارها وللحفاظ عليها من العوامل الطبيعية ، وقد ظهرت الأساليب والمفاهيم العلمية في ترميم المباني التاريخية والأثرية لغرض الحفاظ على الممتلكات الثقافية منذ القرن التاسع عشر في أوربا وذلك للحفاظ على التراث العمراني لتلك الشعوب ، وعلى المستوى الدولي تزايد الأهتمام بقيمة هذا الموضوع منذ أواسط القرن العشرين حيث تم تأسيس منظمة اليونسكو ومركز الأيكرووم(ICCROM ) المركز الدولي لدراسة الممتلكات الثقافية وغيرها من المؤسسات المهتمة بحفظ التراث العمراني للشعوب وصيانتها وترميمها وبرزت مفاهيم ونظريات وأساليب للترميم التكنولوجيا مواد إنشاء وأساليب متقدمة لكشف الأضرار التي تحدث في المباني وعلاجها وفي السابق كانت مهنة المرمم وكلمة الترميم أساساتعني بإصلاح القطعة أو الأثر بحيث يرجع إلي أصله الأول ، هذه الأمر الذي كان يمارسه بصورة كبيرة مرممو عصر النهضة وقد أدى ذلك بدون شك إلي تشويه القيمة الأثرية والجمالية للقطع الفنية إلا أن هذا المفهوم كان شائعاً انذاك ، ثم تطور هذا المفهوم بتحديد هدف الترميم ( وهو حفظ المعلم أو القطعة الأثرية بالإبقاء عليها على الحالة نفسها ومنع مصادر التلوث والانهيار فقط) وبالتالي جاء مفهوم الصيانه ليؤدي هذا المعني واستقر الرأي على إجراء عمليات صيانه على المعلم بالقدر الذي يحفظه من العوامل الخارجية وبدون تغيير في شكلة الخارجي ، ومن المعروف أن ترميم الآثار وعلاجها من التلف بدأ بالأعمال التطبيقية البسيطة التي كان يقوم بها المرممون في الماضي من أجل إصلاح ما قد تلف من الأثار والمقتنيات الفنية وقد أطلق على هذه الأعمال مصطلح الترميم (Restoration) .
وفي العصر الحديث اعتمدت عمليات ترميم وصيانة الآثار على أسس عملية وتطبيقية محددة وواضحة الهدف ويطلق عليها مصطلح الصيانة(Conservation)
وتجدر الأشارة إلي إنه أبان القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين سادت الحياة الثقافية في أوربا وجهتا نظر متعاكستان فيما يتعلق بالترميم ، أما وجهة النظرالأولى فكانت ترى عدم القيام بأي أعمال ترميم على الأثر ما ينتج عنها في النهاية ضياع معالمه الأصلية، وتؤكد وجهة النظر هذه على ترك دون ترميم ولاتمتد إليه أيدي المرممين بتغيير عناصره المعمارية والزخرفية الأصلية وتبديلها وتجديدها ، أما وجهة النظر الثانية فكانت تؤمن بضرورة ترميم ماقد تلف من المباني الأثرية التي تعرضت للتلف مع المحافظة على معالمها الأصلية وأن يعهد بأعمال الترميم إلي خبرة المرممين.
إن معظم المتخصصين في ترميم صيانه الآثار وصيانتها يستخدمون مصطلح الصيانه بدلاً من مصطلح الترميم في دراستهم وبحوثهم لأن مصطلح الصيانه أعم وأشمل من مصطلح الترميم حيث تعد بينما أسس الصيانه في العصر الحديث ثابتة وواضحة لآنها ترتكز على أسس علمية تهدف إلي دراسة مكونات الأثر المطلوب وعلاجه وتحديد خصائصه الفيزيائية والكيميائية بالطرق العلمية المتعارف عليها في هذا الأتجاه ، وأختيار انسب طرق العلاج وأفضل المواد الكيميائية التي تستخدم في علاج هذا الأثر وصيانته وحفظه في الوقت الحاضر والمستقبل بعيداً عن مصادر التلف.
ومن كل ماسبق يمكن القول إن مصطلح صيانة (Conservation) يعبر عن تطور ميدان ترميم الآثار وصيانتها بعد أن أصبح هذا المصطلح في الوقت الحاضر يربط بين مصطلح حفظ(Preservation) ومصطلح ترميم (Restoration).


منهجية ترميم المباني التاريخية
ترميم بعض المباني بقلعة السرايا الحمراء (حالة دراسية)
مهندس / حسام عبد السلام باش إمام
جمعية المهندسين العلمية