سيتسبب إنفاق نادي ريال مدريد الإسباني ببذخ في سوق الانتقالات في رفع أسعار اللاعبين وأجورهم وسيقدم نموذجا سيئا في رياضة ترزح تحت وطأة تلال من الديون وتعاني تراجع الإيرادات في خضم أسوأ كساد يعيشه العالم خلال ستة عقود.
ودشن فلورنتينو بيريز رئيس ريال سعيه لجلب أفضل لاعبين في العالم لفريقه بالتعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي كاكا مقابل 67 مليون يورو (94.5 مليون دولار).
كما انه تعاقد مع آخرين بينهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي فرانك ريبري.ويخطط بيريز قطب صناعة التشييد لتمويل "مشروعه الرياضي المبهر" من خلال إضافة أكثر من نصف مليار يورو إلى ديون النادي، ويقول محللون إن تأثير هذا في منافسي ريال محليا وِأوروبيا سيكون كبيرا جدا.
ويعتقد انخيل باراخاس أستاذ التمويل والمحاسبة في جامعة فيجو والخبير في مجال اقتصاديات كرة القدم أن أسعار وأجور أفضل لاعبي العالم سترتفع بشكل حاد وأن الارتفاع سينسحب على السوق.
ويقول بيريز الذي كان مهندس مشروع اللاعبين "العظام" في ريال خلال فترة رئاسته الأولى للنادي والتي ضم خلالها ديفيد بيكام وزين الدين زيدان: إن شراء أفضل النجوم يغطي ما يدفع فيهم ويزيد من خلال توفير دخل أكبر.
وقال الأرجنتيني خورخي فالدانو المدير العام لريال تحت قيادة بيريز في مقابلة
تلفزيونية أمس الأول "تدفع الكثير لضم لاعبين لأن هذه الأموال تعود لك مرة أخرى وأكثر".
لكن باراخاس أشار إلى أن فترة الكساد الحاد ليست الوقت المناسب لإنفاق هذه الأموال الطائلة والالتزام للاعبين بأجور باهظة خلال عدد من السنوات خاصة أن هناك صعوبة حقيقية في حصد إيرادات.
وقال باراخاس "يجب أن ندرك أن كرة القدم توشك على النضج كمجال للأعمال ويوضح هذا أن جمع إيرادات يصير أمرا أصعب شيئا فشيئا، يبدو أن ضغط الفوز بالألقاب يدفع ريال مدريد للاستمرار في تطبيق هذه السياسة بالغة الخطورة".
وأظهرت دراسة نشرت في نيسان (أبريل) الماضي بواسطة خوسيه ماريا جاي الأستاذ في جامعة برشلونة، أن مجموع ديون 20 ناديا ينافسون في دوري الدرجة الأولى الإسباني ارتفعت بمقدار 650 مليون يورو إلى 3.5 مليار يورو على الأقل خلال العام حتى حزيران (يونيو) 2008.
وحذر جاي من أن كرة القدم الإسبانية تواجه تهديدا حقيقيا بانهيار مالي وحث
السلطات على التحرك لإلزام الأندية بالتوقف عن إنفاق مبالغ تفوق إيراداتها.
وقال جاي إنه من غير المناسب بالنسبة لريال أن ينفق هذه الأموال الطائلة في ظل ارتفاع معدل البطالة والصعوبة التي تعانيها الشركات للتفاوض من أجل الحصول على قروض مناسبة في ظل التراجع الاقتصادي.
وقال جاي إن الثقة التي يتحدث بها بيريز عن إمكانية استعادة ما ينفق من أموال
لشراء النجوم لا تستند إلى أساس.
وأضاف جاي، أن ديون ريال ربما ترتفع إلى نحو 900 مليون يورو وأن بيريز قد يضطر للجوء إلى جمع إيرادات من خلال بيع عقارات مملوكة للنادي على سبيل المثال مثلما فعل خلاف فترة رئاسته الأولى بين 2000 و2006.
وقال "النفقات الرياضية لريال قد تفوق إيراداته وقد يتسبب هذا في دخول النادي في مشكلات مالية. لدى النادي قوة ربح كبيرة وهو الأول في قائمة أغنى أندية العالم لكن يجب الحذر لأنه مع التعاقدات الجديدة لن يحقق النادي ارتفاعا مهما في الدخل في أهم مصادر الإيرادات".