1.الأثاث الجنائزي :
تراوحت وسائل المصرين القدامى لتأمين الخلود وسعادة الموتى في الحياة الاخرى بين ماديات ومعنويات، فقد سادت الماديات في عصور مبكرة ثم غلبت عليها المعنويات في العصور المتحضرة دون أن تمحوها فقد اقترنت الحماية المادية في العصور المبكرة تزويد المتوفي في قبره بما يمكن تزويد من أواني أو طعام أو شراب ومن يعنيه من الأدوات الضروروية .
كانت هذه المواد تدفن مع الميت في قبره وتمثلت في إعدادات طازجة من دويه كانت تسمى "عطية الملك" أو"الرضى الذي يمنحه الملك"، ثم استبدلت هذه التجهيزات وأصبحت تضم قائمة مطولة تسرد مكونات هذه العطية مستهلة بصيغة "حتب دي نسو "وتعتبر كلمة صلاة موجهة للإله أن : هب الميت هذه العطايا" ألف من الخبز، الجعة، الثيران..."[1]
وقد تطورت نوعيات الرعاية منذ أوائل العصور التاريخية من اطعمة ومشروبات فعلية كانت توضع أسفل القبر الى تسجيل أسمائها وأعدادها ورموزها في قوائم منقوشة في لوحات.
وخلال فترة الانتقال للدولة الوسطى استبدلت تلك الصور والمناظر الجدارية داخل القبر بتماثيل صغيرة تدفن مع الميت من حرفيين تابعين للميت وخدم تجمع على أرضيات خشبية مثل تجهيزات السفن وتسمى تلك التماثيل "الاوشباتي"SHAWABTI" وتقوم بدور المجيب إذا ما دعي الميت لشأن من شؤون الحياة الثانية[5] بحكم أن الحقول مباركة التي يعيش فيها الميت تحتاج الى خدمات فتقوم التماثيل بوعز من التعويذة الملحقة بكتاب الموتى في الفصل السادس[6] بجعلها تعمل بدل المتوفي، غير أن هذه التماثيل قد إختفت من مقابر المصريين لأن عدد كبير من الاثاث الذي يحتاجه الميت بات يدفن فوق جسد الميت المحنط كتمائم من الحجر أو القشاني أو المعدن[7] .
2- تحنيط جسد الميت :
كان المصروين أكثر الشعوب التي آمنت بالحياة ما بعد الموت والشرط الاول لضمانها هو الحفاظ على جسد الميت لتشجيع الروح أن تأنس إليه وذلك بما يسمى بالتحنيط، وتحنيط الميت في اللغة العربية هو معالجة الجثة و حشوها بالحنوط حتى لا يدركها الفساد ، والحنوط هو ل طيب ذي رائحة عطرة تمنع التعفن أو الفساد [8].
ويرجع التحنيط عند المصريين الى عصر بعيد جدا، حيث عمدوا الى حسب احمد صقر خفاجة في حاشية هيرودوت الى نزع ما يكسو العظام من لحم وما يتخلل ذلك من مواد رخوية تعمل على إذابة العظم ، حتى أنهم سموا القبر "مكان العظم" [9]، هذا وقد ساعد مناخ مصر – صيف حار، شتاء دافئ ورمال ماصة للسوائل – بالإضافة الى ارتفاع القبر عن المياه الجوفية ؛ فقد كانت الجثة تدفن مغلفة بالجلد والكتان في الصحاري وهي الأماكن الأنسب لبناء مقابرهم ، ومع ازدياء اتساع القبر تطور الدفن ليشمل وضع الجثث داخل توابيت، وبعدما كانت اللفائف طبقة واحدة اصبحت تلف الجثة في 16 طبقة من الكتان كما هو الحال في جثة توت عنخ آمون[10].
ويذكر الدكتور سليم حسن ان كويبل قد عثر على عدد من المقابر كانت الاجسام فيها مكفنة في لفائف بعناية ودقة، غير انه منذ الاسرة الرابعة عثر على اجسام محنطة تحنيطا تاما في حفائر الجامعة المصرية بمنطقة الهرم[11]، غير ان هذه العملية لم تبق كما وجدت فقد تطورت حتى بلغت اوجها في الدولة الحديثة خاصة في عهد الاسرة21، وقد تعددت المواد المستعملة وتنوعت الطرق حيث كانت على درجات تختلف
تراوحت وسائل المصرين القدامى لتأمين الخلود وسعادة الموتى في الحياة الاخرى بين ماديات ومعنويات، فقد سادت الماديات في عصور مبكرة ثم غلبت عليها المعنويات في العصور المتحضرة دون أن تمحوها فقد اقترنت الحماية المادية في العصور المبكرة تزويد المتوفي في قبره بما يمكن تزويد من أواني أو طعام أو شراب ومن يعنيه من الأدوات الضروروية .
كانت هذه المواد تدفن مع الميت في قبره وتمثلت في إعدادات طازجة من دويه كانت تسمى "عطية الملك" أو"الرضى الذي يمنحه الملك"، ثم استبدلت هذه التجهيزات وأصبحت تضم قائمة مطولة تسرد مكونات هذه العطية مستهلة بصيغة "حتب دي نسو "وتعتبر كلمة صلاة موجهة للإله أن : هب الميت هذه العطايا" ألف من الخبز، الجعة، الثيران..."[1]
وقد تطورت نوعيات الرعاية منذ أوائل العصور التاريخية من اطعمة ومشروبات فعلية كانت توضع أسفل القبر الى تسجيل أسمائها وأعدادها ورموزها في قوائم منقوشة في لوحات.
وخلال فترة الانتقال للدولة الوسطى استبدلت تلك الصور والمناظر الجدارية داخل القبر بتماثيل صغيرة تدفن مع الميت من حرفيين تابعين للميت وخدم تجمع على أرضيات خشبية مثل تجهيزات السفن وتسمى تلك التماثيل "الاوشباتي"SHAWABTI" وتقوم بدور المجيب إذا ما دعي الميت لشأن من شؤون الحياة الثانية[5] بحكم أن الحقول مباركة التي يعيش فيها الميت تحتاج الى خدمات فتقوم التماثيل بوعز من التعويذة الملحقة بكتاب الموتى في الفصل السادس[6] بجعلها تعمل بدل المتوفي، غير أن هذه التماثيل قد إختفت من مقابر المصريين لأن عدد كبير من الاثاث الذي يحتاجه الميت بات يدفن فوق جسد الميت المحنط كتمائم من الحجر أو القشاني أو المعدن[7] .
2- تحنيط جسد الميت :
كان المصروين أكثر الشعوب التي آمنت بالحياة ما بعد الموت والشرط الاول لضمانها هو الحفاظ على جسد الميت لتشجيع الروح أن تأنس إليه وذلك بما يسمى بالتحنيط، وتحنيط الميت في اللغة العربية هو معالجة الجثة و حشوها بالحنوط حتى لا يدركها الفساد ، والحنوط هو ل طيب ذي رائحة عطرة تمنع التعفن أو الفساد [8].
ويرجع التحنيط عند المصريين الى عصر بعيد جدا، حيث عمدوا الى حسب احمد صقر خفاجة في حاشية هيرودوت الى نزع ما يكسو العظام من لحم وما يتخلل ذلك من مواد رخوية تعمل على إذابة العظم ، حتى أنهم سموا القبر "مكان العظم" [9]، هذا وقد ساعد مناخ مصر – صيف حار، شتاء دافئ ورمال ماصة للسوائل – بالإضافة الى ارتفاع القبر عن المياه الجوفية ؛ فقد كانت الجثة تدفن مغلفة بالجلد والكتان في الصحاري وهي الأماكن الأنسب لبناء مقابرهم ، ومع ازدياء اتساع القبر تطور الدفن ليشمل وضع الجثث داخل توابيت، وبعدما كانت اللفائف طبقة واحدة اصبحت تلف الجثة في 16 طبقة من الكتان كما هو الحال في جثة توت عنخ آمون[10].
ويذكر الدكتور سليم حسن ان كويبل قد عثر على عدد من المقابر كانت الاجسام فيها مكفنة في لفائف بعناية ودقة، غير انه منذ الاسرة الرابعة عثر على اجسام محنطة تحنيطا تاما في حفائر الجامعة المصرية بمنطقة الهرم[11]، غير ان هذه العملية لم تبق كما وجدت فقد تطورت حتى بلغت اوجها في الدولة الحديثة خاصة في عهد الاسرة21، وقد تعددت المواد المستعملة وتنوعت الطرق حيث كانت على درجات تختلف