لعل من أهم ما خلّفته لنا العمارة الإسلامية وخاصة من الناحية الخدمية هي الوكالات، تلك المباني التي أطلق عليها المصريون اسم الوكالة، بينما أطلق عليها البعض الآخر لفظ القيسارية أو الفندق أو الخان، جاءت هذه المسميات تعبيرًا عن وظيفة واحدة تقوم بها هذه المباني وهي أن تكون مأوى للتجار الأجانب والقوافل ومخزنا للبضائع والتجارة بالتجزئة والجملة، هذا بالإضافة إلى أن الوكالات كانت مكانًا لعقد الصفقات التجارية، وبذلك تكون بمثابة مؤسسات تجارية كبيرة خاصة للسلع التجارية، وهذه الوكالات غالبًا ما كان يملكها تاجر واحد أو أسرة واحدة، بل عُرفت باسم صاحبها أو الشيء الذي يباع فيها.
لمحة تاريخية
عرف العالم الإسلامي بناء الوكالات في العصور الوسطى؛ حيث أقيمت منذ العصر الفاطمي، يذكر المؤرخ "ابن ميسر" أن الوزير الفاطمي "المأمون البطائحي" أمر سنة 516هـ/ 1122م ببناء وكالة في القاهرة للتجار الوافدين من العراق والشام.
أما في العصر الأيوبي؛ فنتيجة للحرب بين الفرنجة ومصر في عهد صلاح الدين تم تقييد حركة التجار داخل وخارج مصر، وهو ما انعكس بدوره على المنشآت "الوكالات" في ذلك العصر حيث تقلصت أعدادها وقل بناؤها.
وكان العصر المملوكي عصر ازدهار التجارة، وترتب على ذلك ظهور فئة التجار فأنشئوا الوكالات ومنها وكالة "قوصون" سنة 742هـ 1341م، ووكالة "برقوق" التي أقامها السلطان برقوق سنة 793هـم1390م، ووكالة "قايتباي" خلف الجامع الأزهر الشريف.
وفي نهاية العصر المملوكي نجد قمة العمارة التجارية والنضج في "وكالة الغوري" بالأزهر، والتي تتكون من خمسة طوابق، أما في العصر العثماني فنجد زيادة كبيرة في أعداد الوكالات، ودليل ذلك بناء عشر وكالات في هذا العصر في القرون (10-12هـ/16-18م)، وكان بناؤها في "بولاق" (إحدى ضواحي القاهرة) ووسط القاهرة؛ حيث كانت "بولاق" ميناء لاستقبال التجارة الآتية من الشمال والجنوب عبر نهر النيل، ومن أشهر تلك الوكالات "وكالة الخروب"، و"وكالة سليمان باشا"، و"وكالة حسن باشا الوزير". أما وكالات وسط القاهرة العثمانية، فمنها: "وكالة جمال الدين الذهبي"، و"وكالة بازرعة"، و"وكالة الزيت والسكر".. وغيرها.
عمارة الوكالة
نافذة من نوافذ الوكالات
تتكون الوكالة عامة من فناء أوسط مستطيل أو مربع يحيط به من جميع الجهات عدة طوابق عبارة عن حواصل تجارية، وتعلوها طوابق سكنية للتجار.. ومدخل الوكالة مميز بزخارف حجرية وهندسية، بالإضافة إلى الحوانيت الخارجية التي تُفتح على الشارع المسلوك. وعناصر الوكالة محددة:
1- حوانيت بالواجهة الخارجية للوكالة، وهي محلات تجارية لعرض البضائع.
2- فناء أوسط داخل الوكالة يتم إنزال البضائع به.
3- حواصل لتخزين البضائع، وتوجد داخل الوكالة مظلة على الفناء.
4- مصادر المياه اللازمة للمنشأة.
5- طوابق سكنية تعلو الحواصل من الداخل مخصصة لسكن التجار الأغراب، بغرض الإقامة بجوار بضائعهم، وكل طابق مكون من حجرة استقبال ومطبخ تعلوه غرفة للمعيشة.
موظفو الوكالات
كان العمل في الوكالات التجارية يحتاج إلى وظائف متنوعة؛ لكي تقوم المنشأة بالوظيفة المنوطة بها، ولعل أهم هذه الوظائف كما كانت تُسمّى في العصور الوسطى:
1- القنصل، وهو من ينوب عن دولته في عقد الصفقات التجارية، وهو بذلك يقوم بتنمية التبادل التجاري بين بلده والبلد المقيم فيه.
2- السماسرة والدلالون. والسمسار هو الوسيط بين البائع والمشتري لتسهيل الصفقة، والدلال هو من يجمع بين البيع والشراء.
3- البواب، ومهمته مراقبة الداخل والخارج إلى الوكالة وحراستها، ويقوم بالمبيت بجوار باب الوكالة، ويغلق الباب ويفتحه في وقت معلوم.
4- الترجمان وهو من أهل البلد، بصير بلغة الأجانب.
5- المثمن، وهو من يقوم بتقدير الشيء المباع ليمكن مقايضته بالمقابل.
6- العتّالون والحمّالون، وهم من يحملون البضائع لمن يشتريها.
7- القباني: نسبة إلى القبان، وهو أحد الموازين الشهيرة، والقباني هو من يقوم بوزن البضائع، ويكون طرفًا محايدًا بين البائع والمشتري، ومن صفات القباني أن يكون رجلا ثقة مشهورًا بأمانته وعدالته
لمحة تاريخية
عرف العالم الإسلامي بناء الوكالات في العصور الوسطى؛ حيث أقيمت منذ العصر الفاطمي، يذكر المؤرخ "ابن ميسر" أن الوزير الفاطمي "المأمون البطائحي" أمر سنة 516هـ/ 1122م ببناء وكالة في القاهرة للتجار الوافدين من العراق والشام.
أما في العصر الأيوبي؛ فنتيجة للحرب بين الفرنجة ومصر في عهد صلاح الدين تم تقييد حركة التجار داخل وخارج مصر، وهو ما انعكس بدوره على المنشآت "الوكالات" في ذلك العصر حيث تقلصت أعدادها وقل بناؤها.
وكان العصر المملوكي عصر ازدهار التجارة، وترتب على ذلك ظهور فئة التجار فأنشئوا الوكالات ومنها وكالة "قوصون" سنة 742هـ 1341م، ووكالة "برقوق" التي أقامها السلطان برقوق سنة 793هـم1390م، ووكالة "قايتباي" خلف الجامع الأزهر الشريف.
وفي نهاية العصر المملوكي نجد قمة العمارة التجارية والنضج في "وكالة الغوري" بالأزهر، والتي تتكون من خمسة طوابق، أما في العصر العثماني فنجد زيادة كبيرة في أعداد الوكالات، ودليل ذلك بناء عشر وكالات في هذا العصر في القرون (10-12هـ/16-18م)، وكان بناؤها في "بولاق" (إحدى ضواحي القاهرة) ووسط القاهرة؛ حيث كانت "بولاق" ميناء لاستقبال التجارة الآتية من الشمال والجنوب عبر نهر النيل، ومن أشهر تلك الوكالات "وكالة الخروب"، و"وكالة سليمان باشا"، و"وكالة حسن باشا الوزير". أما وكالات وسط القاهرة العثمانية، فمنها: "وكالة جمال الدين الذهبي"، و"وكالة بازرعة"، و"وكالة الزيت والسكر".. وغيرها.
عمارة الوكالة
نافذة من نوافذ الوكالات
تتكون الوكالة عامة من فناء أوسط مستطيل أو مربع يحيط به من جميع الجهات عدة طوابق عبارة عن حواصل تجارية، وتعلوها طوابق سكنية للتجار.. ومدخل الوكالة مميز بزخارف حجرية وهندسية، بالإضافة إلى الحوانيت الخارجية التي تُفتح على الشارع المسلوك. وعناصر الوكالة محددة:
1- حوانيت بالواجهة الخارجية للوكالة، وهي محلات تجارية لعرض البضائع.
2- فناء أوسط داخل الوكالة يتم إنزال البضائع به.
3- حواصل لتخزين البضائع، وتوجد داخل الوكالة مظلة على الفناء.
4- مصادر المياه اللازمة للمنشأة.
5- طوابق سكنية تعلو الحواصل من الداخل مخصصة لسكن التجار الأغراب، بغرض الإقامة بجوار بضائعهم، وكل طابق مكون من حجرة استقبال ومطبخ تعلوه غرفة للمعيشة.
موظفو الوكالات
كان العمل في الوكالات التجارية يحتاج إلى وظائف متنوعة؛ لكي تقوم المنشأة بالوظيفة المنوطة بها، ولعل أهم هذه الوظائف كما كانت تُسمّى في العصور الوسطى:
1- القنصل، وهو من ينوب عن دولته في عقد الصفقات التجارية، وهو بذلك يقوم بتنمية التبادل التجاري بين بلده والبلد المقيم فيه.
2- السماسرة والدلالون. والسمسار هو الوسيط بين البائع والمشتري لتسهيل الصفقة، والدلال هو من يجمع بين البيع والشراء.
3- البواب، ومهمته مراقبة الداخل والخارج إلى الوكالة وحراستها، ويقوم بالمبيت بجوار باب الوكالة، ويغلق الباب ويفتحه في وقت معلوم.
4- الترجمان وهو من أهل البلد، بصير بلغة الأجانب.
5- المثمن، وهو من يقوم بتقدير الشيء المباع ليمكن مقايضته بالمقابل.
6- العتّالون والحمّالون، وهم من يحملون البضائع لمن يشتريها.
7- القباني: نسبة إلى القبان، وهو أحد الموازين الشهيرة، والقباني هو من يقوم بوزن البضائع، ويكون طرفًا محايدًا بين البائع والمشتري، ومن صفات القباني أن يكون رجلا ثقة مشهورًا بأمانته وعدالته